عن ابن عباس
(لما أراد الله عزوجل أن يخلق الماء. خلق من النور ياقوتة خضراء غلظها كغلظ سبع سموات، وسبع أرضين وما فيهن وما بينهن، ثم دعاهما، فلما أن سمعت كلام الله ذابت فرقا حتى صارت ماء، فهو مرتعد من مخافة الله عزوجل إلى يوم القيامة.
وكذلك إذا نظرت عليه راكدا أو جاريا يرتعد، وكذلك يرتعد في الآبار من مخافة الله إلى يوم القيامة، ثم خلق الريح، فوضع الماء على الريح، ثم خلق العرش، فوضع العرش على الماء)
وأخرج الفريابي، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، والحاكم في المستدرك وصححه عن ابن عباس أنه سئل:
(حين كان العرش على الماء، على أي شيء كان الماء قال: على متن الريح).
وأخرج أبو الشيخ من طريق وهب قال:
(ثم خلق الله الريح فبسطها، فضربت الماء حتى صار أمواجا وزبدا)
؟جندان من جنود الله
وأخرج عن ابن عباس قال:
(الماء والريح جندان من جنود الله، والريح جند الله الأعظم)
وأخرج عن مجاهد قال:
(الريح لها جناحان وذنب)
هلاك قوم عاد بقليل من الريح
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عمر قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(ما فتح الله على عاد من الريح التي أهلكوا بها إلا مثل موضع الخاتم).
رحمة الله حتى على الظالمين
وأخرج عن كعب قال:
(ساكن الأرض الثانية الريح العقيم، لما أراد الله عزوجل أن يهلك قوم عاد أوحى إلى خزنتها أن افتحوا منها بابا قالوا: يا ربنا منخر الثور قال: إذا تكفي الأرض ومن عليها، ولكن افتحوا منها مثل حلقة خاتم)
الرياح ثمانية
وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ عن ابن عمر قال:
(الرياح ثمان: أربع رحمة، وأربع عذاب، فأما الرحمة: فالناشرات، والمبشرات، والمرسلات، والرخاء، وأما العذاب: العقيم، والصرصر، وهما في البر، والعاصف، والقاصف، وهما في البحر).
من أين تأتي الرياح
أخرج أبو الشيخ عن عسى بن أبي عيسى الخياط قال:
(بلغنا أن الرياح سبع: الصبا، والدبور، والجنوب، والشمال، والنكباء، والخروق، والرياح القائم، فأما الصبا: فتجىء من المشرق، وأما الدبور: فتجىء من المغرب، وأما الجنوب: فتجىء عن يسار القبلة، وأما الشمال: فتجىء عن يمين القبلة، وأما النكباء: فبين الصبا والجنوب، وأما الخروق: فبين الشمال والدبور، وأما ريح القائم: فأنفاس الخلق).
؟كل الرياح تشعر بها في الكعبة
وأخرج عن الحسن قال:
(جعلت الرياح على الكعبة، فإذا أردت أن تعلم ذلك فاسند ظهرك إلى باب الكعبة، فإن الشمال عن شمالك، وهي مما يلي الحجر الأسود، والجنوب عن يمينك، وهو مما يلي الحجر الأسود، والصبا مقابلك، وهي تستقبل باب الكعبة، والدبور من دبر الكعبة).
وأخرج عن ضمرة بن حبيب قال:
(الدبور الريح الغربية، والقبول الشرقية، والشمال الجنوبية، واليمان القبلية، والنكباء تأتي من الجوانب الأربع)
ريح الشمال
وأخرج عن ابن عباس:
(الشمال ما بين مطلع الشمس والجدي، والدبور ما بين مغرب الشمس إلى سهيل).
الجنوب ريح طيبة
وأخرج أبو الشيخ عن أنس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(الجنوب من ريح الجنة).
وأخرج عن أبي هريرة
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(ريح الجنوب من الجنة، وهي من اللواقح، وفيها منافع للناس، والشمال من النار، تخرج فتمر بالجنة فتصيبها نفحة من الجنة فبردها من ذلك).
الأزيب
وأخرج ابن راهويه، وابن ابي شيبة في مسنديهما، والبخاري في تاريخه، وأبو الشيخ عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(إن الله خلق في الجنة ريحا بعد الريح بسبع سنين، من دونها باب مغلق، وإنما يأتيكم الريح من خلل ذلك الباب، ولو فتح ذلك الباب لذرت ما بين السماء والأرض، وهي عند الله الأزيب، وعندكم الجنوب).
من خلل الأبواب يأتينا ما يكفينا
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال:
(الجنوب سيد الأرواح، واسمها عند الله الأزيب، ومن دونها سبعة أبواب، وإنما يأتيكم منها ما يأتيكم من خللها، ولو فتح منها باب واحد، لأذرت ما بين السماء والأرض)
وأخرج عن ابن عباس قال:
(ما راحت جنوب قط إلا سال في واد ما رأيتموه أو لم تروه).
لولا الشمال ما نبت نبات
وأخرج عن قيس بن عبادة قال:
(الشمال ملح الأرض، ولولا الشمال لا تنبت الأرض).
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، وأبو الشيخ قال:
(لو احتبست الريح عن الناس ثلاثة أيام؛ لأنتن ما بين السماء والأرض).
لا تضارب بين الرياح في الحدود
وأخرج أبو الشيخ عن عثمان الأعرج قال:
(إن مساكن الرياح تحت أجنحة الكرسي وبين حملة العرش، فتهيج فتقع بعجلة الشمس، فتستعين الملائكة على حرها، ثم تهيج من عجلة الشمس فتقع في البحر، ثم تهيج في البحر فتقع برؤوس الجبال، ثم تهيج من رؤوس الجبال فتقع في البر، فأما الشمال فإنها تمر بجنة عدن فتأخذ من عرف طيبها فتمر به على أرواح الصديقين، ثم تأتي الشمال وحدها من كرسي بنات نعش إلى مغرب الشمس، وتأتي الدبور وحدها من مغرب الشمس إلى مطلع سهيل، وتأتي الجنوب وحدها من مطلع سهيل إلى مطلع الشمس، وتأتي الصبا وحدها من مطلع الشمس إلى كرسي بنات نعش، فلا تدخل هذه ولا هذه في حد هذه ولا هذه)
وأخرج أبو الشيخ عن عبيد بن عمير قال:
(يبعث الله المبشرة فتعم الأرض بماء؛ ثم يبعث الله المثيرة فتثير السحاب، فيجعله كسفا ثم يبعث المؤلفة فتؤلف بينه فيجعله ركاما، ثم يبعث اللواقح فتلقحه فتمطر ثم قرأ:
(وأرسلنا الرياح لواقح).
سبحان الله العلى القدير