آسف... متى يقولها الرجل؟
وقع «آسف» محبب لدى نساء كثيرات، فقد أثبتت الدراسات أن لهذه الكلمة قدرة غريبة في إضفاء جو من الحب والمودة على الحياة الزوجية ودوراً كبيراً في استمرارها، لكن على رغم ذلك لا يزال بعض الرجال يشعر بأن اعتذاره للمرأة فيه انتقاص لرجولته. «الجريدة» سلطت الضوء على الموضوع ورصدت مجموعة من الآراء.
ترى آسيل عبد الله أن الرجل الشرقي لا يزال يرفض مبدأ الاعتذار، وتقول: «كلمة «آسف» لها وقع طيب ومحبب لدى الزوجة، خصوصاً عند حدوث أي خطأ أو تقصير تجاهها. لكن المبادرة بالاعتذار والاعتراف بالخطأ أصبحت نادرة جداً لا سيما في مجتمعاتنا الشرقية. فالرجل بطبيعة الحال يرى في مبادرته بالاعتذار من زوجته انتقاصاً لرجولته، على عكس المرأة التي تجد في اعتذاره تقديراً لها. للأسف يجهل كثيرون أن العلاقة الزوجية بحاجة إلى بعض التضحيات والتنازلات من الطرفين كي ينعم كلاهما بحياة زوجية خالية من المشاكل».
تؤكد وضحة البصيلي أن الرجل لا يبادر بالاعتذار لزوجته إلا نادراً، موضحة: «كلمة «آسف» تكاد تكون معدومة في قاموس الرجال، فهم شديدو الاعتزاز بصورتهم الصلبة والقوية أمام زوجاتهم، لذا نجد أن غالبية النساء للأسف يبادرن بالاعتذار لأزواجهن في كل لحظة حتى وإن لم يكنّ مخطآت! وذلك لنيل رضاهم ولتهدئة الأجواء وتخفيف حدّة المشاحنات التي قد تتفاقم إن لم تتنازل الزوجة وتبادر بالاعتذار».
شعور بالإهانة
تشير نور القطان إلى أن الاعتراف بالخطأ واجب على الزوجين، قائلة «الاعتذار واجب على الطرفين، فمن المهم أن يبادر المخطئ بتقديم الاعتذار للطرف الآخر، لتعزيز مبدأ التقدير والاحترام سواء من الرجل تجاه زوجته أو العكس، لكن المسألة تتفاوت نوعاً ما، إذ يرفض الرجل الشرقي عادة الاعتراف بخطئه على اعتبار أن المسألة تشكل له نوعاً من الإحراج، بعكس المرأة الشرقية التي تكثر من الاعتذار بمناسبة ومن دون مناسبة، لكن لا بد من الإشارة إلى أن بعض الرجال يعترف بذنبه لزوجته ويعتذر».
في السياق ذاته توضح سارة العوضي أن المرأة تشعر بالإهانة إن لم يعتذر زوجها منها: «قد تشعر بالإحباط إذا أخطأ زوجها في حقها ولم يعتذر. فكلمة «آسف» لن تكلف الرجل شيئاً ولن تنقص من رجولته البتة، بل على العكس تزيد احترام زوجته له، لكن للأسف رجال كثيرون يجهلون طريقة كسب ود الشريكة وكيفية التعامل معها، على عكس المرأة التي لا تلبث أن تزيد عطاءها لإرضاء الطرف الأخر في محاولة لكسب وده».
يوضح عمر سهيل أنه لم يعتذر لزوجته أبداً طوال 14 عاماً، قائلاً: «يصعب علي الاعتذار لزوجتي على رغم حبي واحترامي الشديد لها، فأنا ما زلت إلى يومنا هذا أجد صعوبة في لفظ كلمة «آسف». الاعتراف بالذنب يشعرني بالحرج والضعف، لذا أفضّل الهروب بدلاً من الاعتذار. وأعتقد أن زوجتي اعتادت على هذا الوضع».
يشاركه الرأي خالد غازي، إذ يرى أن اعتذار الرجل لزوجته واعترافه بخطئه يقلل من «هيبته» أمامها: «أشعر بالحرج من الاعتذار لزوجتي شفهياً، وأفضل الاستعانة بطرق أخرى لإرضاء «أم العيال»، مثلاً أدعوها لتناول وجبة العشاء في أحد المطاعم إذا كانت المشكلة بسيطة، أما إذا كانت كبيرة فأنا مجبر على تقديم مبلغ نقدي كبير أو هدية ثمينة تفرحها وتكون بمثابة اعتذار غير مباشر لها».
من جهتها تؤكد خلود عذبي أن غالبية الزوجات أصبحن انتهازيات غير مباليات باعتذار أزواجهن شفهياً، فالهدايا الثمينة و{الرضوى» أضحت أقصى أمانيهن، ولم تعد أخطاء الرجال تشكل فارقاً بالنسبة إليهن، وكثيرات يرحّبن بقبول الهدايا بشكل كبير ولافت بغض النظر عن أخطاء أزواجهن المتكررة، أو حتى الخيانة والزواج بأخرى.
تجربة خاصة
تجربة أم عبد الله مع زوجها مريرة جداً، فهي متزوجة منذ 25 عاماً عانت خلالها الأمرين مع زوج لامبالٍ: «زوجي يخطئ في حقي كثيراً، سواء عن طريق العنف الجسدي أو اللفظي. في البداية كنت أتذمر من عدم مبالاته بشعوري وأطالبه بالاعتذار الفوري إذا أخطأ في حقي، لكن للأسف لم تفلح محاولاتي. كثرة الأخطاء والإهانات من دون اعتذار على مدى 25 عاماً جعلت مني زوجة قاسية غير مبالية به وبمن حولي».